التاريخ : 2018-05-23
الحمد لله .. صعد السلط للأضواء !!
صالح الراشد
تأخرت كثيرا في الكتابة حول الموضوع منتظر ان يكتب عنه الزملاء الذين واكبوا قضية انسحاب الأصالة وقرار اتحاد كرة القدم المتسرع جدا بقبولها, وما ترك هذا الأمر من تعقيدات في دوري أندية الدرجة الأولى, وسبب تأخري في الكتابة أنني كوني كنت في تونس بعمل مع النادي الدولي للصحافة الرياضية.
توقعت أن أجد العشرات من الزملاء يحللون ما جرى, ويكتبون عن مدى خطورة قرار اتحاد كرة القدم الذي جاء في لحظة انفعالية بسبب خلاف بين الأمين العام ورئيس نادي الأصالة, ليرسل الاصالة كتاب انسحابه من الدوري, ليكون رد الأمانة العامة بعقد اجتماع سريع للجانه واتخاذ قرار بقبول الانسحاب وشطب نتائج الفريق, مع العلم ان فريق السلط كان قد احتفل رسميا بصعوده الى دوري الأضواء, ليتسبب شطب نتائج الأصالة في تغير ترتيب فرق القمة ويصبح السلط بحاجة الى الفوز على العربي لضمان التأهل الى دوري الأضواء.
قرار اتحاد كرة القدم بشطب النتائج كان كارثيا, وكاد أن يتسبب في فوضى عارمة على مستوى الوطن, فمدينة السلط كانت تعج بالمسيرات الغاضبة على الحكومة ومجلس النواب وتطالب بحلهما, وجائت نتائج فريق كرة القدم في السلط لتخطف الانظار صوب كرة القدم والحديث عن الرياضة وكرة القدم لتتراجع حدة المسيرات يوما بعد يوما, وعندما احتفل السلط المرة الأولى بالصعود لدوري المحترفين تحولت مسيرات الغضب الى مسيرات فرح ونسي الكثيرون همومهم ووأحزانهم وسط أفراح المدينة.
وعندما جاء قرار الاتحاد الغاضب المتسرع 'الذي اثبت ان الامانة العامة تشكل خطرا ليس على كرة القد فقط بل على الوطن بشكل عام', وضع العقلاء من أبناء الاردن اياديهم على قلوبهم خوفا من عدم فوز السلط على العربي لأن هذا الأمر كان كفيلا بأن يعيد المسيرات من جديد, والسبب كما سيعتقد ابناء السلط أن الحكومة تتآمر على السلط وليس على النادي وترفض أن يكون للمدينة موقع بين الكبار في كرة القدم, وسيتم إسقاط هذا الأمرعلى كل شيء.
اتحاد كرة القدم لا يدير كرة ومباريات بل يدير ما هو أكبر من ذلك, لذا فإنه بحاجة الى رجل خبير في الادارة وليس أي موظف ينفع لهذه المكانة, ونتذكر كيف تعامل الامين العام الاسبق فادي زريقات عندما أطل شغب الملاعب برأسة وتحولت مباريات الوحدات والفيصلي الى فتنة , وكيف قام بحل المعضلة بطريقة بسيطة لكنها لا تخطر الا على بال أصحاب الخبرات الكبيرة, فجنب الوطن عديد المشاكل التي كنا ولا زلنا في غنى عنها.
الحمد لله.. تأهل السلط الى الأضواء, وسينسى الجميع الخطأ البدائي الذي اتخذه اتحاد الكرة, ولولا لطف الله لحصل ما لا يحمد عقباه, وبالتالي نؤكد أننا في هذه اللحظات التاريخية الصعبة نحتاج الى العقلاء لإدارة الأمور كون لكل قرار ثمن وكل قرار مرتبط بعشرات القرارات الأخرى التي في النهاية تؤثر على مسيرة الوطن.
عدد المشاهدات : [ 7884 ]